فصل: الشاهد السابع والثلاثين بعد المائتين :

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.وفاة المرزبان وولاية ابنه خستان.

ثم توفي المرزبان صاحب آذربيجان سنة خمس وأربعين وثلثمائة وعهد بالملك إلى أخيه وهشودان وبعده لإبنه خستان وكان قد أوصى نوابه بالقلاع أن يسلموها لابنه خستان ثم لأخويه إبراهيم وناصر ثم إلى أخيه وهشودان عندما عهد بالعهد الثاني إلى أخيه عرفه بإمارات بينه وبين نوابه يرجعون إليها في ذلك وبعث إلى النواب عبد الله النعيمي وهرب وهشودان من أردبيل فلحق بالطرم وجاء قواد المرزبان إلى خستان بن شرمول فإنه كان مقيما على أرمينية فانتقض بها.

.مقتل خستان وإخوته واستيلاء عمهم وهشودان على اذربيجان.

ولما ولي خستان بن المرزبان انغمس في لذانة وعكف على اللهو وقبض على وزيره أبي عبد الله النعيمي وكان خستان بن برسموه منتقضا بأرمينية وقد ملكها وكان وزيره أبو الحسن عبد الله بن محمد بن حمدويه صهرا للوزير النعيمي فاستوحش لنكبته وحمل صاحبه ابن سرمدن على مكاتبة إبراهيم بن المرزبان فأطمعه في الملك وسار به إلى مراغة فملكها فراسله أخوه خستان وسار إلى موقان وكان بأذربيجان رجل من ولد المكتفي متنكرا يدعو للرضا من آل محمد ويأمر بالعدل ويلقب بالمجير وكثرت جموعه فبعث إليه النعيمي من موقان وأطمعه في الخلافة وأن يملكه أذربيجان على أن يقصد بغداد ويترك لهم أذربيجان فسارا إليه خستان وإبراهيم ابنا المرزبان فهزماه وقتلاه فلما رأى وهشودان الخلاف بين بني أخيه المرزبان استمال إبراهيم وسار ناصر إلى موقان وطمع الجند في المال فساروا إلى ناصر وملكوا بهم أردبيل وطالبه الجند بالمال فعجز وقعد عمه وهشودان عن نصره وتبين له أنه كان يخادعه فاجتمع مع أخيه خستان واضطربت عليهما الأمور وانتقضت أصحاب الأطراف فاضطرهما الحال إلى طاعة عمهما وهشودان وراسلاه في ذلك واستحلفاه وقدما عليه مع أمهما فغدر وقبض عليهم وعقد الإمارة على أذربيجان لابنه إسماعيل وسلم له أكثر قلاعه ولحق إبراهيم بن المرزبان بمراغة وجمع لاستنقاذ أخويه ومنازعة إسمعيل فقتل وهشودان أخويه وأمهما وأمر خستان بن سرمدن بقتال إبراهيم بمراغة وبعث إليه بالمدد وانضم إبراهيم إلى نواحي أرمينية سنة تسع وأربعين فاستولى ابن سرمدن على مراغة واستضافها إلى أرمينية وجمع إبراهيم وكانت ملوك أرمينية من الأرمن والأكراد وأصلح خستان بن سرمدن ثم جاء الخبر بوفاة إسمعيل ابن عمه فسار إلى أردبيل فملكها وانصرف ابن منسلى إلى وهشودان وزحف إليهما إبراهيم وهزمهما فلحقا ببلاد الديلم واستوف إبراهيم على أعمال وهشودان ثم جمع وهشودان وعاد إلى قلعته بالطرم وبعث أبو القاسم بن منسلى العساكر لقتال إبراهيم فهزموه ونجا إلى الري مستنجدا بركن الدولة لصهر بينهما.

.استيلاء إبراهيم بن المرزبان ثانيا على أذربيجان.

قد تقدم هزيمة إبراهيم بن المرزبان أمام عساكر ابن منسلى وأنه لحق بركن الدولة مستنجدا به فبعث معه الأستاذ أبا الفضل بن العميد في العساكر فاستولى على أذربيجان وحمل أهلها على طاعة إبراهيم وقاد له خستان بن سرمدن وطوائف الأكراد فتمكن من البلاد وكتب ابن العميد إلى ركن الدولة أن يعطيه ملكها ولعله يعوض إبراهيم عنها لكثرة جبايتها وقلة معرفة إبراهيم بالجباية وأن يشهد فيها بالخروج عن ملكه فأبى من ذلك وقال لا أفعل ذلك بمن استجار بي فسلم له ابن العميد البلاد ورجع.
تنبيه:
أخبار بني مسافر المعروفين ببني السلار ملوك أذربيجان نقلتها من كتاب ابن الأثير وإلى هنا انتهى في أخبارهم وأحال على ما بعده فقال بعد ذلك:
وكان الأمير كما ذكر ابن العميد قد أخذ إبراهيم وحبسه على ما ذكره ولم نقف على ذكر شيء من أخبار إبراهيم بعد ذلك ولا من خبر قومه وذكر أن محمود بن سبكتكين بعد خبر استيلائه على الري سنة عشرين وأربعمائة أنه بعث إلى المرزبان بن الحسين بن حرابيل من أولاد ملوك الديلم والتجأ إلى محمود فبعثه إلى بلاد السلار وهو إبراهيم بن المرزبان بن إسمعيل بن وهشودان بن محمد بن مسافر الديلمي وكان له من البلاد شهرخان وزنجان وشهرزور وغيرها فقصدها واستمال الديلم وعاد محمود إلى خراسان فسار السلار إبراهيم إلى قزوين فملكها وقتل من عساكر محمود الذين بها وتحصن بقلعة الري وكان بينهما وقائع ظهر فيها السلار ثم استمال مسعود بن محمود طوائف من عسكره وجاؤا إليه ودلوه على عورة الحصن الذي فيه السلار وسلكوا بعسكره من طرق غامضة وبعث إليه العسكر في رمضان سنة ست وعشرين وأربعمائة فانهزم وقبض عليه مسعود وحمله إلى سرجهار وبها ولده وطالب أن يسلم إليه القلعة فأبى وعاود عنه وتسلم بقية قلاعه وأخذ أمواله وقرر على ابنه بسرجهار مالا وعلى الأكراد الذين في جواره وعاد إلى الري وهذا السلار الذي ذكر غير السلار الأول ولم يتصل الخبر بالخبر المتقدم ثم ذكر أخبار الغز الذين تقدموا بين يدي السلجوقية وانتشروا في بلاد الري وملكوها كثير من بلادها ووصلت طائفة منهم إلى أذربيجان الذين كان مقدمهم بوقا وكوكتاش ومنصور ودانا.